Bookmark and Share

الأربعاء، يناير 25، 2012

البلطجة السياسية



ذهبت مساء الأمس لزيارة والدتى كالعاده فوجدت على وجهها علامات الضيق فسألتها :-
أنا   :-  مالك يا حاجه خير فى حاجه مزعلاكى ولا إيه.
أمى :-  ردت على و هى مقفهرة :- مش عجبنى إللى حصل النهارده فى مجلس الشعب.
أنا   :-  إزاى يعنى.
أمى :- أصلهم بيقولوا إن الإخوان عايزين يسيطروا على المجلس كله هما و السلفيين و ميسيبوش حاجه للباقيين يابنى.
أنا   :- إزاي يعنى.
أمى :- يا بنى بيقولوا إن الإخوان و السلفيين هيسيطروا على كل لجان المجلس و يبقوا حزب وطنى جديد و يعملوا زى تمثيليه هزليه و تبقى الإنتخابات كده و كده يعنى.
أنا   :- لم أتمالك نفسى و انفجرت فى الضحك.
أمى :- بضيق و تعجب :- بتضحك على إيه يا بنى هى ناقصاك إنت كمان.
أنا   :- قلتلها و ماله يا حجه لما الإخوان يسيطروا على المجلس مش انتى مديه صوتك ليهم فى الإنتخابات.
أمى :- أيوه مدياهم صوتى و كل حاجه بس يابنى مش عايزين مشاكل إحنا ما صدقنا يابنى يبقى عندنا مجلس شعب و البلد تهدى كده و الأمور تستقر قوم نسمع الناس بتوع الوفد و الجماعه التانيين دول إللى معرفش إسمهم اللبراليين دول عايزين قال ينسحبوا و يعملوا برلمان موازى للإنقاذ من ظهور حزب وطنى جديد و كلام كده يابنى يخض.
أنا  :- لم أتمالك نفسى مرة أخرى و انفجرت فى كريزة ضحك عميقة فلما نظرت لى أمى الموجهة السابقة بالتربية و التعليم شزرا لميت نفسى سريعة حفاظا على كرامتى من بعثرة محتمله قلتلها :-  صلى على النبى يا حاجه يعنى الجماعة إللى عايزين يعملوا برلمان موازى دول يطلعوا قد إيه يعنى 50 .. 60 .. 100 عضو فى البرلمان يعنى مش محصلين خمس البرلمان يعنى الأربع أخماس إللى باقيين فى حالة توافق إلى حد كبيرو دى نسبه توافقيه كويسه إذا إتفقنا أنه لا يوجد فى المنطق ما يسمى بالإجماع فيما يخص الآراء و التوجهات رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه لم يحدث عليه إجماع 100% كان فيه كفار و منافقين و كده يعنى يبقى ما بالك فى أمور الدنيا و برلمان المفروض يكون فيه رأى و رأى آخر التمثيليه أن يكون كل من هم موجودين فيه متفقين أما الواقع هو إن يكون فيه خلاف و هذا طبيعى لإختلاف الموجودين فيه فى الرؤى و التوجهات ..... دى واحده.
أمى :- و التانيه يا فصيح .
أنا   :- متمالك نفسى بالعافيه من أن أنفجر فى الضحك مره أخرى قلتلها بنوع من النفاق اللطيف الناتج عن مدرسة القرع المباشر:- التانيه بقى يا ست الحبايب مين إللى قال إن أحزاب الأقليه لها حق فى ما ليس من حقها بحجة التوافق و برلمان الثورة و الكلام العجيب إللى بنسمعة ده . الأغلبية المنتخبه هى الحاصلة على شبه إجماع شعبى يعنى الناس إختارتهم علشان يحكموهم هم بالذات و ليس أى شخص آخر يبقى من حق من منحهم صوته أن تتحقق رغبته و إلا ده يبقى إهدار من أحزاب الأغلبيه لحقوق ناخبيهم يعنى يا حاجه رغم إن لا إنتى إخوان و لا حاجه رحتى و إديتى صوتك ليهم ليه علشان يحكموا البلد لإنك شفتى فيهم الكفاءة و التنظيم التى تؤهلهم لقيادة دفة البلاد فى هذه المرحلة على الأقل و الدفع بها إلى التقدم و ما إلى ذلك . يعنى مين للى قال إن أنا موافق مثلا على إن الإخوان يمنحوا كرسى وكاله و رئاسة بعض اللجان لحزب الوفد مثلا و هذا لا تسمح به أغلبيتهم النسبية كحزب كل إللى معاه 38 كرسى يعنى بتاع سبعة فى الميه مش أكتر من المجلس كلام فارغ طبعا لو أنا كناخب شايف كده كنت وزعت صوتى و إديتهم مثلا صوتى فى القوايم و وزعت بقية الفردى على الوفد و أى حد تانى لكن إللى حصل إنى قلت لا أنا عايز دول بس يبقى محاولة التوافق المزعومه هى فى رأيى خطأ و ضعف من حزب الأغلبيه و منح من لا يستحق شىء لا تملكه و لكنك فقط موكل به من الشعب الذى منحك ثقته فى الإنتخابات ثم تمثيلية إيه إللى بيقولوا عليها مش كل حزب هيرشح ناس من عنده لللجان و هتحصل إنتخابات ديمقراطيه حره و هينجح إللى هياخد أصوات أكتر التمثيليه هى إللى عايزين يعملوها بإنهم يحددو ناس من عندهم تنجح و هم معندهمش الاصوات إللى تؤهلهم للكلام ده و غير كده يا حاجه إللى بيعملوا كده لابد أن يكونوا مصابين بقدر كبير من الغباء السياسى و بيوقعوا نفسهم فى المحظور إللى كانوا خايفين منه من الأول و هو إنهم بيعزلوا نفسهم مع بعض القوى اللبراليه إللى هى أقليه فى جنب مع نفسهم و هيسيبوا القوى الإسلاميه إللى هى الإخوان و السلفيين فى جنب تانى فلا يجدو بدا غير تحالفهم مع بعض فيصبحوا أغلبيه مطلقه و ساعتها بقى يبقى أمك فى العش و لا طارت و يبقوا يقابلونى بقى هما باللى بيعملوه ده بيشكلوا بغباءهم السياسى ما هو أقوى من الحزب الوطنى الذى كان لا يملك أى شرعيه رغم اغلبيته لأنه جاء بالتزوير و ليس بإراده شعبيه أما هم فيملكون الشرعية و هى أنهم موجودون بإنتخابات نزيهة و بالتالى يملكون إراده شعبية تساندهم إلى جانب قوة التنظيم و هم لا يملكون أى شىء على الإطلاق ... هههههه مشربش الشاى أشرب أزوزه أنا ولا يه يا حاجه .
أمى  :- بقليل من الضجر قالت :- ماشى عندك حاجه تالته عايز تقولها و لا أقوم بقى أجبلك الأزوزه .
أنا    :- فى محاوله لتخفيف حدة الملل إلى لقيته عندها من كلامى :- لا يا حاجه هو فيه حاجه صغيرة كده .
أمى  :- خير يا اخويا .
أنا    :- كنت عايز أسألك إيه الحلاوه دى أنا من أول ما دخلت كده و أنا شايف عسل عمال بينقط على الأرض لما الدنيا اتلبصت خالص هو إيه الحكايه بالظبط .
أمى  :- ضاحكة هذه المرة :- لا و الله ... يا واد إنت مش هتبطل البكش و القرع المباشر بتاعك ده . 
أنا    :- و قد دخل معنا فى القاعده أختى و أخى :- لا والله يا حاجه و لا قرع و لا حاجه دا حتى النمل إتلم علينا أهه و ضحكنا جميعا فاستدركت قائلا . أنا هتوكل بقى على الله و اروح يا حاجه بدل ما أبات على السلم النهارده بس كنت عايز أقولك قبل ما امشى متبقيش تدى الأمور أكتر من حجمها شوفى حجم إللى بيتكلم معاكى ده إيه و هو قد الكلام إلى بيقوله و لا لأ لإنه لو مش قد الكلام ده يبقى لا موأخذه إسمه كلام هجايص و كله فى النهايه بيطلع فى الريش بقشيش جمدى قلبك شويه يا ست الكل إللى عايز يا حاجه ياخد شىء مش من حقه مالوش إلا إسم واحد و هو إنه بلطجى ... سلام بقى يا حاجه أشوفك بكرة إن شاء الله ... ثم قبلت يدها و انصرفت. 


ليست هناك تعليقات: